19 ـ الجاحظ (150 هـ  ـ 255 هـ) (767 ـ 868 م )

هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني. أشهر علماء القرنين الثاني والثالث الهجريين، وأوسعهم ثقافة. لُقِّب بالجاحظ لجحوظ عينيه. ولد في البصرة في بيت فقير، ومات أبوه وهو صغير، فقامت أمه على تربيته. نشأ ميالاً للعلم، ولكن بسبب فقره أخذ يبيع الخبز والسمك بالبصرة نهاراً. ويؤجر دكاكين الوراقين ليلاً، يبيت للنظر والقراءة. واختلف إلى الكتاتيب، وتلقى عن العلماء والأدباء والشعراء، والنحاة، والرواة، واللغويين.

ترك البصرة إلى بغداد، وتابع دروسه هناك في مجالس كبار العلماء، ثم أخذ يكتب في بعض أبواب الأدب، وينشر كتاباته منسوبة إلى أعلام الكتاب السابقين، فلما وجد تقبُّل الناس لها، أصبح ينشر كتبه ورسائله باسمه. أُعجب به الخليفة المأمون فعيَّنه رئيساً لديوان الرسائل، ولكنه طلب الإعفاء بعد ثلاثة أيام، فأعفاه المأمون.

كان يكثر من الترحال، وكان من أهل الكلام "المعتزلة"، وكان ناقداً اجتماعياُ عارفاً بخفايا مجتمعه، وطبقاته، وفئاته. وتعد كتبه ورسائله وثائق يمكن الاعتماد عليها في معرفة جوانب المجتمع في عصره. من أهم كتبه: كتاب الحيوان، وكتاب البيان والتبيين، وكتاب البخلاء. أما رسائله فهي كثيرة يصعب حصرها، وموضوعاتها متعددة.